في أزقة سبسطيه, تجولُ عيني قبلي ...باحثة في الزوايا و النوافذ, عن قصص و مفاجأاّت!
رائحة طعام "مزبوط", تأخذني إلى باب في الزقاق. باب حديدي بدفتين , إحداها موصده و الثانيه مواربه...
و رغما عني, رحت استشرف ما خلف ذاك الباب. و بشيء من حَرَج و اعتذار التقت عيني بعين "سيدة المطبخ". بثوبها الطويل و منديل رأسها المقموط الى الخلف......سارعت ب :"صباح الخير"...
باغَتَتْها تَحِيتي, و اقتحام بصري لحُرمة مطبخها..أبو متر في متر و نص.
و بعد وهلة إرتباك ردَت ب :"صباح الخير" ثم مضطرة أردَفَتْ:".................................إتفضلي" .
و دائما تدخل الإبتسامه كي تنتشلنا من لحظة ثقيله. الإبتسامه و حفنة من كلام حلو: فقلت: "ريحة أكلك بتشَهي".
رائحة البطاطا في الصينيه كانت تقفز في جنبات الزقاق....تشق طريقها نحو سرداب السماء فوق الزقاق .المطبخ "ابو متر في متر و نص " كان غايه في النظام. سطح المجلى , رغم عدم تدقيقي بتفاصيل المحتويات, بدا لي كاملا مكتملا , لا تنقصه لوازم "الست المعدله", و المطبخ المنتِج الشعَال..
قلت:"مطبخك حلو كتير, و شكلو بيطلع منو أحلى أكلات...ممكن أصورو صوره ؟"
لكن يبدو ان انشراحي و ارتفاع معنويلتي لم يقنعها, اولعلها لم تقتنع بمقاييسي و رؤيتي للجمال و الكمال, فنَظَرَت الي بتردد: لكن بحزم "لا...معلش, لانو شكلو بيخزي....مش خرج تصوير!"
, انسحبْت فورا". دون تفكير حتى بإقناعها بكوني لا ابحث اصلا عن مطابخ جورنالات...بل ابحث عن مطابخ كمطبخها هي. مطبخ يحكي لي حكايا و يسحب خيالي إلى حيث لا يستطيع مطبخ الكاتالوج أن يأخذني...أبدا"!
و أخجلني ارتباكي و قلت كمن يعرض مشهدا ختاميا في مسرحيه فاشله :"أجمل ما في مطبخك و حودك فيه, و رائحة أكلك....يالله ...بخاطرك." و انسحبت مسرعه. خطوة و احده و اجتزت حدود تلك المغامره...او قل المحاوله .اما هي فقد تبعتني بعينيها إلى حيث تأكدت بكونها أصبحت بمأمن من وجودي,ثم سمِعت صوت تلك الدفَة الثانيه لذاك الباب الحديدي , توصد في وجة المتطفلين, و بهذا تُغلق مسرب النور اليتيم لذاك المطبخ...أبو متر ...في متر و نص!
تعليقات
إرسال تعليق