هي و هو ...و حقيبة السفر-هيفاء الشوا





....قابلتها صدفة في احد محال المجوهرات.شقراء تتلفت في حيرة بين المعروضات البراقه, و المرصعه...معروضات تكفي لاشعال البريق في عيني النساء..كل النساء. تذكرتها يوم كنا في ذات المدرسه, رشيقه, جميله و فيها فرح دائم. اليوم الجمال ذاته, كبر و نضج, و الرشاقة  بقيت و لكن باستدارة اوضح , اْما  العيون, ...فهي غير تلك العيون...لم تعد تغزل غزلا"....ماتت نارها.

وبغير استدراج, و لا استفسار, انطلقت تحدثني ...زوجها ركن مهم من اركان الدوله, يقضي في بيته بضع ليال و سويعات في الاسبوع, ثم ياْت في ساعات وداع الليل متثاقلا" متثائبا" ليدخل في صمت الى غرفة صغيرته, ينظر اليها, يبثها كلمات الحنان و التقصير و تاْنيب  الضمير. و تقف هي  في عتم الغرفه, تتكئ بكتفها  و راْسها على الباب, و في قلبها طوفان من الكلمات و الشكوى لا وقت لهما الان..و لا بعد انتهاء الحب..او انقضاء العمر.

وبناء عليه فقد باتت حقيبة السفر عدوتها الاولى...ضرتها..خاطفة زوجها و لحظات حياتها المهمه.اما هو فقد اصبح ياْلف تفاصيل حقيبة السفر  اكثر من الفته لتفاصيل وجهها هي...زوجته. و قد توحدت يده مع يد الحقيبة حتى انها اخذت شكل يده...اما يدها هي, فما زالت حتى هذه الساعه  بارده...فارغه...الا من بضعة خواتم....و بضعة قراريط من الماس...


(نشرت في جريدة الايام 2000)

تعليقات

  1. كتبت تعليق قبل قليل و لم يظهر , و سأكتبه ثانية الأن :.
    رائعة جدا في كتاباتك بنت العم, و إحساسك المرهف في الكتابة يجبرني دائما لإكمال القراءة لأخر كلمة.
    بالتوفيق لكي دائما.
    ابن عمك أبو عمر.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا يا ابن العم على هذا التقييم الكبير للقصه.يسعدني جدا ان تشدك القصه حتى النهايه, فهذا دليلي الحقيقي على ان الكلمة التي خرجت من القلب وصلت الحمدلله الى القلب.شكرا لك
      هيفاء

      حذف

إرسال تعليق