"المرتاحون ...وطنيا" !



ليس بسيطا أن تكون مرتاحا ! وان تلفظ من بدنك الخوف من اللوم، ومن المحاسبة أو حتى المكاشفه . ليس تافها- حتى وإن لم تكن شخصية عامة – أن يكون ملفك الوطني خاليا" من المواقف المريبة، أو الغريبة، أو المشكوك فيها!!!!.


فبعيدا عن الأحزاب والأطر , والفصائل والقبائل والطوائف , فإن هذه دعوة  لفك أسر الوطنية النائمة فينا ، ولاطلاق أقصى العنان لسجيتنا  الوطنية  الأولى كي  تزهو ، وأن ترقص رقصة  يطير على الحانها  شعرها الغجري ، وتتمايل معها  أذرعها في كل الاتجاهات ( وليس في اتجاهين يتيمين وحيدين) ، على إيقاع طبول الحقيقة الوطنية الواحدة .


ليس بالقليل اْلا تكون طرفا في مكيدة وطنية، أو أن  تعتقد واهما بحقك المطلق بوضع يدك على ما هو ليس لك . وان "يتربرب" كرشك هذا  ويتدلى من دسم  أرزاق الآخرين ، أو حتى   من تلك الفتات  التي تأتي باسم المستضعفين في وطنك .


 
ليس قليلا بالمرة أن تظهر في مجلس ما ، أو على شاشة ما ، أو عبر أثير ما ، فيقال بأنك محترم أو وطني ... أو على الأقل ألا تِشتم  وتلعن  وتتلى شبهاتك الواحدة  تلو الأخرى ، أو على الأقل ألا يقال فيك شيئ على الإطلاق .....وهذا  وحده  انجاز عظيم .  فالوطن هنا ضيق  صغير، والكلام فيه يفوق اْعداد البشر ، يتقافز من دار إلى دار ، إذ أن الأنساب هنا متشابكة إلى حد الدهشة .


ليس بالقليل أن تحظى بشرف الانتساب لهذا الوطن.......وفي السياق ذاته  فإنه ليس بقليل أبدا أن تصمد  فتبقى فيه رغم بؤسه وعاهاته. وفي المحصلة  فإنه ليس بالقليل - عادي كنت أو فوق ذلك -  ان تتمكن  من ان تنام  مرتاح  القلب, وتصحو مرتاح الروح , كونك لم تخذله ......ولم تطعنه .... ولم" تنتش" منة رغما عنة ، فلا يشتمنك بعد هذا  احد, و لايلقبونك ".." بسيئ الذكر" ابدا" !

خذ إذا  لنفسك لحظة ...فقط لحظة ... واتكئ على زيتونة عتيقه  في حارتك أو على سفح تلك التله النائية التي شهدت بداياتك ، واستفت  قلبك ... لعلة يقول لك حقيقة ان كنت مرتاحا ..... أو لعله  يود لو يصارحك  بكونك  لن ترتاح  أبدا .


كأني ألمح بعد حديثنا هذا حسدا في عينيك ، وكأني أيضا المح  فيهما مشروع دمعة .... أقسم بأنني أود لو  أرفع عن قلبك هم أنت صنعته , و وزرا" انت وضعته  ..... لكن الراحة الوطنية هي  محض  محصلة  لخطوات  تراكمية  متشابهة على  مدى  طويل  متعب من الزمن . لعلة اذا"  قد  اّن  الأوان  كي  تمتحن صوتك... و اْن تغني اغنية  تحاكي  همك  الثقيل ! أغنية.. عبقرية الكلمات..... يقول مطلعها .........فات الميعاد..!!!!



اهداء    

....أراك وأنت تقرأ هذا المقال وتبتسم تلك الابتسامه التي اعرفها  .وكأني  أحك  لك على جرب  حسرتك على هذا الوطن التائه الزائغ . أهديك كلماتي هذه لعلك تقبل فكرها ..... رحمك الله يا أبي .....

تعليقات

إرسال تعليق